يوليو 19, 2025

براكسيس رمادي

حيث الفكرة الحرة تقود التغيير

مع أم ضد المقاومة؟ وقفة قصيرة..

في الحرب القائمة.. يوجد على المستوى العربي طريقتين للتفاعل مع الأحداث. أو لنقل رؤيتين أو معسكرين:

الواقعية، وتقول أن الجيش الإسرائيلي أقوى جيش بالمنطقة، ومدعوم بلا حدود من أقوى جيش واقتصاد بالعالم. يعني جت ريلز وبلاش هالأحلام اللي لا تنتج سوى الدمار والموت.

المثالية، وتقول أن هذا الكيان زائل لا محالة، على يد رجال الله بالميدان، وهذه الدولة أوهن من بيت العنكبوت. والدماء لا تجف، ومن ينصر الله ينصره.

قد يكون الجدل حول مشروعية أي من الطريقتين نوعا من تضييع الوقت، ولكن لنأخذ بعض الحقائق مما يجري:

  • أن المقاومة ما زالت صامدة منذ أكثر من سنة أمام هذا الجيش، وتتوسّع مع انضمام مقاومات أخرى من هنا وهناك. يعني في أقل الاحتمالات؛ تفوّق جيش الاحتلال موضع تساؤل وشك.
  • هناك شعب محتل سرقت أرضه، ويتعرض منذ سبعين عاما لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد والتنكيل والإلغاء. وهو يرفض كل هذا ولديه مشروع حقيقي للتحرير، وإثبات الذات، واستعادة الحقوق، ولم يستسلم.
  • جيش الاحتلال لا يستطيع أن يصمد مطلقا بدون الدعم المفتوح من الغرب. لو انقطع عنه هذا الدعم فسوف ينهار لأنه لا يمكن أن يستمر بدون اقتصاد وسلاح وغطاء سياسي.
  • الدولة الأمريكية لديها مشاكلها الهائلة والعديدة، وتفوّقها ليس مطلقا وأبديّا. مشاكل اقتصادية وسياسية، وانقسامات اجتماعية، وتخسر على كثير من الجبهات. بل وتصل المشاكل لحد التهديد بحرب أهلية داخلية.
  • يوجد قطب عالمي جديد يولد ويكبر في مواجهة الهيمنة الغربية، وهو اتحاد دول البريكس بزعامة روسيا والصين. وهو تحدي خطير واستراتيجي لقوّة الدولار؛ نقطة القوّة الأكبر والوحيدة للهيمنة الأمريكية.
  • ثمّة تفاوت أخلاقي واضح بين معسكر الاحتلال وداعميه ومعسكر المقاومة؛ لصالح الأخير. المقاومة تربح الحرب الأخلاقية؛ بالتزامها بالمعايير والأعراف الدولية، والقوانين والمعاهدات الإنسانية، في مقابل احتلال يضرب بكل المواثيق عرض الحائط، وتجاوز كل حدود الشر الذي يمكن أن يمارس ضد المدنيين والعزّل.
  • توجد نوايا شريرة لدى الاحتلال أصبحت تعلن على الملأ؛ للتوسّع وقضم المزيد من الأراضي وتشريد المزيد من شعوب المنطقة، وإخضاع العرب؛ حكومات وشعوبا، لهيمنة هذه الدولة.
  • تجارب المقاومة القائمة في آخر ثلاثة عقود تقريبا؛ جميعها كانت تنتهي بانتصارات. مع العلم أن مجرد الصمود في وجه من يريد إزالتك تماما؛ هذا يعتبر في حد ذاته انتصار. ناهيك عن الهزائم الحقيقية التي لحقت بدولة الاحتلال وداعميه؛ سواء في الانتفاضة الأولى والثانية والانسحاب من جنوب لبنان في ٢٠٠٠ ومن غزة في ٢٠٠٥، وهزيمة ٢٠٠٦، والفشل في جميع حروب غزة التالية. والفشل في القضاء على الدولة السورية، وفي تحييد المقاومة العراقية.

هذه الوقائع تقول أن خيار المقاومة هو الخيار الواقعي الوحيد، ولا يوجد بديل آخر سوى الخروج من التاريخ. وبالتالي خصومهم هم الذين يعيشون الحالة المثالية التي تفترض أن الأرض ستهتز وتربو لهم فيم لو انتصرت دولة الاحتلال.

Views: 3