أبريل 30, 2024

براكسيس رمادي

حيث الفكرة الحرة تقود التغيير

مراجعة على كتاب “نهاية الحداثة” لجاني فاتيمو

محمد العجمي *

دأبت الفلسفة الأوروبية انطلاقا من نيتشه على توجيه سهامها إلى الحداثة، فلا يكاد يوجد فيلسوف غربي بعيد نهاية الحربين العالميتين إلا وطعن في الحداثة في وجه من الوجوه، بل الأمر أسبق من ذلك إذا طالعنا حقول أخرى غير الفلسفة؛ كالعمارة والفنون والأدب، حتى غدى موضوع الحداثة وما بعد الحداثة أحد أهم المشاكل الفلسفية بالقرن العشرين والقرن الحالي. ويأتي كتاب فاتيمو هذا الذي نحن بصدده والذي نشره بالإيطالية ﻷول مرة في 1985؛ في إطار نقد الحداثة نقدا فلسفيا صرفا، وبالرغم من أنه ليس الأول في مجاله؛ إلا أن الجديد الذي فيه هو في تسليط أفكار نيتشه وهايدغر على تأويلية غادامر لزعزة أية ميتافيزيقيا يمكن أن تستند إليها أية أيديولوجيا مستقبلية، وهنا يضع فاتيمو حده الجوهري بين الحداثة وما بعد الحداثة؛ وهو ما يدور حوله معظم كتابه؛ أي في وجود الأيديولوجيا. مرحلة ما بعد الحداثة هي مرحلة موت الأيديولوجيات. ولا يعني ذلك أن فاتيمو ينادي بالإجهاز على الميتافيزيقيا، إذ يعترف بأن أحدا لا يستطيع أن يفعل ذلك، وذلك عندما يقول مستشهدا بهايدغر: “ليست الميتافيزيقيا شيئا نستطيع وضعه جانبا كرأي، ولا يمكن تركها خلف الأكتاف كمذهب انتهى الإيمان به؛ إنها شيء يبقى فينا كآثار مرض أو كألم نركن إليه. إنها شيء نتعافى منه، نركن إليه، يرسل لنا.” ص199 وهنا يتحدث تحديدا عن الميتافيزيقيا السيالة التي فقدت تكتلاتها وصلابتها مع الإعلان النيتشوي الشهير عن موت الإله، وفي نفس الوقت لب فكرة فاتيمو وتصوره لما بعد الحداثة كتعافي من الحداثة المحكومة بالميتافيزيقيا التي تأسست عليها كل الأيديولوجيات التي سامت الإنسان مختلف أنواع العذاب والهوان.

كتاب “نهاية الحداثة” كتاب فلسفي واضح جدا تأثر مؤلفه بالفلسفة الألمانية، وتأتي أهميته في ظل الانشغال الغربي بموضوع مستقبل المسيحية، وأي علاقة ممكنة في المستقبل يمكن التفكير فيها بين الدين والعلمنة في ظل انحسار الحقيقة كمعطى صلب، وعودة الدين كمكون أساسي في المجتمعات المعاصرة، وتنامي ما بات يعرف بالأنطولوجيا الناعمة في حقول الفلسفة. يعزز هذه الأهمية؛ الثقل الذي يحظى به جياني فاتيمو كواحد من فلاسفة قليلين جدا استطاعوا أن يخرجوا من القاعة الأكاديمية ليحضوا بحضور عالمي مدفوع باهتمام عالي جدا بالفلسفة الألمانية التي ما زالت هي الرافد الأساسي لميتافيزيقيا جديدة للإنسان باتت الحاجة إليها ملحة جدا في ظل فشل مشاريع الحداثة في فهم الإنسان. وبالرغم أن مشروع فاتيمو ليس كاملا إذ لا يرسم ولو معالم عامة لآليات التعافي من الحداثة؛ وهو في ذلك مثل هايدغر؛ بل ومثل معظم شرّاح هايدغر، غير أنه يسبح مع تفكره وتجربته الخاصة مع نصوص نيتشه وهايدغر ليقرعنا ويضعنا أمام فشل الحداثة. كما لو أن فاتيمو يريد من قرائه أن يعيشوا؛ كما يفعل هو؛ اللحظة التي تفصلهم عن ما بعد الحداثة. فهو لا ينفك يلفت انتباهنا إلى التدمير الذي لحق الإنسان جراء التقنية التي استولت عليه تماما، فدمرت فنه وشعره وسحبت البساط من تحت أي أنثروبولوجيا يمكن أن تجيب على السؤال عن ماهية الإنسان. ولعل هذه هي الأهمية الكبرى وربما الوحيدة لكتاب نهاية الحداثة، والتي أشار إليها بقوله: “من غير الممكن أن نأخذ النقد الهايدغري للأنسية والإعلان النيتشوي للعدمية المتتمة على أنهما مرحلتان إيجابيتان لإعادة بناء فلسفية، وعوضا عن ذلك يجب وصفهما كأعراض للإنحطاط وبلاغا عنه.” ص12 إنه لا يريد منا أن نذهب بعيدا في اعتبار الخلاص في تصحيح أخطائنا الماضية؛ بل في كوننا قادرين على التخلص من الرغبة في تصحيح تلك الأخطاء مع اعترافنا بأننا منغمسون فيها، أي أن نعيش ذواتنا كما لو أنها تعيش لحظاتها الأخيرة؛ حياة تستمد معناها من النهاية وليس من البداية.

هذا الكتاب مهم لفهم ما بعد الحداثة وعلاقتها باللغة والتقنية والنقد الذي قدمه كل من نيتشه وهايدغر للحداثة الأوروبية، ويعد مساهمة مهمة جدا حول شرط ما بعد الحداثة والجدل الحاصل حول الحالة ما بعد الحداثية. بل ويعد فاتيمو رائدا في تحريك هذا الجدل الذي يستقطب اليوم الكثيرين؛ وخصوصا من كتاب وفلاسفة اليسار. وفاتيمو مثل كثيرين من فلاسفة ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ اشتغل على نصوص نيتشه وهايدغر واللذين من نصوصهما بدأ المفكرون في الاهتمام بموضوعات من قبيل موت الإنسان ونهاية التاريخ والإنسداد التاريخي وضرورة الانتقال من حالة الحداثة إلى ما بعد الحداثة. فاتيمو يرى أن الحداثة في أزمة، وهو في هذا الكتاب يحاول أن يحقق ويشرّح مظاهر وتجليات هذه الأزمة في الأنسية والتأويلية والفن والأنثروبولوجيا. الكتاب يعبر عن رغبة لدى الكاتب في الهروب من الحداثة والوصول لحالة ما بعد الحداثة؛ أي هو ليس بمثابة إعلان لهذه الحالة، فهو يستعين بنيتشه وهايدغر للإنتقال من (ما وراء الخير والشر) إلى (ما وراء التأويل). الكتاب يعبر عن رغبة لدى فاتيمو في اكتشاف عدمية فاعلة وإيجابية وليست انسحابية. الانتقال من وصفة سلبية لما بعد الحداثة إلى وصفة إيجابية. كل ذلك بدون الخروج عن إطار الفلسفة. إنه يندرج ضمن نوع من الأنطولوجيا الناعمة Soft Ontology أو الفلسفة الضعيفة والتي برزت نتيجة الصعوبات التي واجهت المطلق الميتافيزيقي. هي أنطولوجيا تذكر بالتجريد الحاصل في العلوم الإدراكية، من قبيل لغات البرمجة الكائنية OOP. بمعنى ما؛ منح اللغة الثقل الأكبر في صناعة مشهد ما بعد الحداثة بعد أن أفرغت الفلسفة الأوربية الحداثة من الجزء الأعظم من معناها تحت مطارق نيتشه وهايدغر. إنه نوع من التأكيد على التأثير الهائل للتقنية في صناعة العدمية كقدر ومصير. فنحن نعيش في عصر العدمية التقنوقراطية أي العدمية التي تصبح الآلة هي الراسمة لقدر الإنسان.

الكتاب يحاول الوصول إلى جعل الخبرة البشرية مشتركة في صناعة المعنى للحياة الفاقدة للمعنى من الأساس. العدمي الذي يقرأ كتاب فايتمو سيمتعض من كون الكتاب يبحث عن مبررات لإعطاء الحياة معنى، في الوقت الذي العدمية تعمل على قتل هذا المعنى، وفاتيمو هنا يحاول التوفيق بين اللغة الاسمنتية والخبرة البشرية لصناعة مشهد ما بعد الحداثة. فهو أدخل مفهوم الفكر الضعيف أو الأنطولوجيا الناعمة الضعيفة التي تقدم طريقة لتجاوز الميتافيزيقا بمعالجة فلسفية لأمراض الحداثة وبإعادة طرح أسئلة الحقيقة في ظل المزيد من التجسيد للخبرة البشرية. ويقترح كذلك العدمية المتممة Accomplished Nihilism المستقاة من نيتشه؛ حيث اعتبرها فاتيمو العدمية النشطة التي بلغت حد تحطيم كافة القيم العليا ولم تعد هناك أية قيم تتحكم في الإنسان أو يعمل لأجلها ويسعى لها. العدمية المتممة هي في نفس الوقت تجاوز للعدمية واستعادة لثقة الإنسان في قدرته على صنع قيمه الخاصة به والخالية من العدمية؛ أي لا تعود به إلى العدمية. وليتحقق الوصول إلى ما بعد الحداثة؛ فإن الإنسان لا يستطيع تجاوز الحداثة والميتافزيقيا إلا بقبولهما معا؛ وهذا هو فهم فاتيمو لمفهوم التعافي Verwindung الهايدغري. وهو هنا يوافق جان ليوتار في أن شرط ما بعد الحداثة متصل بانحلال رؤية التاريخ كوحدة متصلة متماسكة، فيقول: “بينما يزداد نظريا مفهوم التاريخية إشكالية؛ تتحلل في الممارسة التأريخية وفي وعيها المنهجي فكرة التاريخ كمسار أحادي.” ص17 فاتيمو هنا يقول أن ما بعد الحداثة ليست نهاية التاريخ، بل هي انتقال من فلسفة التاريخ إلى التاريخ كسرد وكخطابات.

مفهوم التفكر الضعيف أو الأنطولوجيا الناعمة الذي أحدثه فاتيمو لوصف ميتافيزيقيا ما بعد الحداثة يشير إلى العدمية المترتبة على موت الله وبالتالي خلو الواقع من أي قوة ملزمة باسم القيم العليا. ويرمز للتفكر الضعيف أحيانا بالتفكيكية الإيطالية؛ لاصطباغ الفلسفة الإيطالية به تحت تأثير فاتيمو. وقد ارتبط التفكر الضعيف بشكل أساسي بالهرميونطيقا التي تطورت تاريخيا كمحاولة لإعادة قراءة الإنجيل، ومن ثم لفهم النصوص عموما، إلى أن تحولت إلى أنطولوجيا لتفسير الواقع برمته. فاتيمو قام بتطوير أنطولوجيا تأويلية لمابعد الحداثة تحت تأثير هرميونطيقا هايدغر وغادايمر وبطبيعة الحال نيتشه كفيلسوف تأويلي. فاتيمو طبق أفكار نيتشه وهايدغر على تأويلية غادايمر القائل: “الكائن الذي يمكن فهمه هو لغة”. إن  مفهوم وهن وضعف الواقع مرتبط بفكرة إعادة ولادة الكائن في ظل مصادر بنية التقنية لهذا الواقع. الضعف هنا لأن إعادة الاستحواذ تفشل في ظل التقنية التي تتحكم في الكائن، إذ يصبح الكائن شيئا وغرضا لهذه التقنية، فمهما حاول العودة إلى لحظة الصفر التي فيها سيعيد إدخال ذاته في الواقع بشكل أفضل؛ فإن التقنية بأدواتها وأساليب الحياة المصاحبة  لها تحرفه عن مشروعه؛ فيعود فردا آليا خاضعا لبنى الواقع والمجتمع وغير قادر على الخلاص. العدمية هنا تفجّر فيه إرادة تحطيم الصلابة والقوة التي تسلّعه وتشيئه، ولكي لا تقتله وتدمره هذه العدمية؛ فإن التفكّر الضعيف سيكون هو البديل المطروح.

لا يمكن فهم فكرة فاتيمو عن نهاية الحداثة وفكرته عن الفلسفة الضعيفة بمعزل عن فكرة نسيان الكينونة لدى هايدغر. فكرة نسيان الكينونة عند هايدجر هي هذه العدمية التي يسير فيها الفكر الغربي باهتمامه وتركيزه على الكائن. هايدجر يريد قلب العدمية بنفي معرفة الكائن للكينونة لصالح خلق الكينونة للكائن. فالإنسان هو موجود أولا ومن هذا الوجود يكتشف كينونته؛ أي معرفته بأنه كائن، فالكينونة هنا في مقابل اللاشيء. المعطى السابق هنا هو هذا الوجود، والفرق بين الوجود والكينونة هو أن الأول منفصل عن الواقع، والثاني هو الواقع. هايدجر هنا يقف في المنتصف بين الكينونة المعطاة وبين نفي الوجود، فهو ينفي المعرفة التي تنفي الوجود ويثبت هذا الوجود عن طريق آخر هو اللغة والموت؛ اللغة السابقة على الكينونة والموت المحايث لها. عدمية هايدجر ليست الفقدان التدريجي للمعنى؛ بل رفض اعتبار المعنى متطلبا سابقا للكينونة. كما لو أن نهاية الكائن بإعادته المتكررة إلى لحظة الولادة وليس ببلوغ المعرفة مداها الأخير في اكتشاف الكائن لكينونته. فكرة نسيان الكينونة هي واحدة من أهم ابتكارات هايدجر لإعادة توجيه الميتافيزيقيا باتجاه أنطولوجيا الوجود عوضا عن قتلها أو استنزافها في قتل الكائن. هو يرفض ذلك الفصل الانتحاري بين الكائن والكينونة، ويدعو وبقوة إلى إصلاح طريقة تفكيرنا في علاقتنا مع الوجود، بحيث نكون منفتحين على الوجود لا سلاطنة وحكام على الوجود.

ينطلق فاتيمو في الكتاب من فكرة أن مرحلة ما بعد الحداثة هي خاصة بالغرب، وينعكس ذلك في عدم اهتمامه بثقافة الآخر وعدم اعتبارها مدخلا في تفكيكه للحداثة التي أصبحت طابعا عاما لكل البشرية، فالكل يضيف إلى هذه الحداثة. ولكن ولأن فاتيمو يبعد الجانب الثقافي من تفكيكه للحداثة، ويكتفي فقط بالتحليل الفلسفي؛ فإنه نتائجه ستواجه تحد كبير في ظل المحتوى الثقافي الهائل لما بعد الحداثة. أوروبا ما بعد الحداثة ليست مسيحية خالصة، ولا يمكن رسم تصور لما ستكون عليه أوروبا في المستقبل بدون الأخذ في الاعتبار حاجتها للعمال المهرة والعقول من الشعوب الأخرى، والذين سينقلون ثقافتهم معهم. فإلى أي مدى تستطيع المجتمعات الأوروبية تجاوز ما يصطلح عليه فاتيمو بالإحالة إلى آرنولد جيهلن “ما بعد التاريخ” ص18، في ظل مجاورة وامتزاج أفرادها بثقافات قادمة من ما وراء البحار كالإسلام والهنودسية والبوذية؟ وبالرغم من أهمية هذا التصور بالنسبة لمجتمعاتنا العربية المفرطة في الميتافيزيقيا؛ غير أنه من المهم أن نلتفت إلى مركزية العقل الأوروبي في الخطابات المعاصرة، بحيث يجب علينا أن نكشف أين تكمن أهمية أطروحات فاتيمو بدون نسيان أن إنتاجه متشبع بالمركزية الأوروبية التي انتقدها أدوارد سعيد ومفكروا ما بعد الكولونيالية. يقول إدوارد سعيد: “فالحقّ أن عالمنا هو عالم من المشاركة، والثقافات المتقاطعة التي تمتلك علاقاتها ونزاعاتها من الثراء الفتّان ما يمتلكه التاريخ الإنساني عينه”.

تكمن أهمية الفهم الذي يطرحه فاتيمو للفرق بين الحداثة وما بعد الحداثة؛ بالنسبة إلينا كعرب؛ في أطروحة الانتقال من فلسفة التاريخ إلى سردية التاريخ؛ من الحقيقة ككتلة متصلبة إلى الحقيقة السيالة. عندما نتداول فيما بيننا مصطلحات من قبيل التعددية والتسامح والتعايش ونبذ العنف ومكافحة الإرهاب؛ فإن ذلك لا يتأتى إلا في ظل اعتبار أن كافة أشكال الأصوليات هي خطابات تاريخية تفهم وفق المنهج التأويلي. الحديث القوي الذي يطرحه فاتيمو هنا هو حول انحلال التاريخ، حيث غياب فلسفة التاريخ عن الفكر وعن الممارسة التأريخية تدل دلالة على انحلال التاريخ بمعنى انقطاع الوحدة فيه. فتاريخ الأحداث السياسية والعسكرية والتيارات الفكرية يصبح منفصلا عن تاريخ أساليب الحياة والتاريخ الطبيعي للشؤون البشرية على حد تعبير فاتيمو ص20. وبشكل أعمق نحن محكومون بالقراءة الأدبية للتاريخ، وبالطابع الأيديولوجي للتاريخ، وبالتالي فمسألة حضور فلسفة التاريخ في حركة الإنسان تنقطع في اللحظة التي يندمج في التقنية والتقدم. بمعنى أنه لا يعود قادرا على رؤية نفسه في مسار التاريخ؛ ذلك ﻷنه مسجون في التطور والتجدد الذي لا ينتهي. فكرة انحلال التاريخ هي موت تلك الفكرة القائلة بوحدة التاريخ ووجود محرك ميتافيزيقي للتاريخ إليه، وعوضا عن ذلك يكون هناك انقطاع بين هذه الرؤية للتاريخ ورؤيته كتواريخ منثورة متعددة الألوان لا تسير وفق نمط ما، وغير خاضعة لتحكم منطق ثابت وقوانين مضبوطة ومحكمة. وبالتالي هو غير قابل للمعرفة والتنبؤ. إن انحلال التاريخ؛ كما يقرر فاتيمو؛ هو الطابع الذي يميز التاريخ المعاصر عن التاريخ الحديث، حيث ما عادت الصورة عن تحقيق تاريخ شامل ممكنة، فالمعاصرة تتميز بكثرة مراكز التاريخ والقوى القادرة على صناعة وجمع وبث المعلومة، وغالبا ما تنطلق من خيارات سياسية متباينة، وليس من إرادة كلية. بل إن ظروف قيام تاريخ شامل غير واردة أساسا في ظل تفاوت واضح في صناعة الحدث واختلاف المراحل بين الأمم ص22. ومن نظرة كهذه للتاريخ كمجموعة من السرديات الكبرى؛ لا يعود للميتافيزقيات الكثيرة التي تسند الأصوليات المتصارعة؛ ما يغذيها، وهذا الفهم لما بعد الحداثة في غاية الأهمية بالنسبة للعالم العربي المليء بالصراعات.

* نشرت في جريدة الرؤية في أغسطس 2015

Visits: 1